اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 426
[حلاوة الآباء]
حدثني [1] إبراهيم بن السندي بن شاهك [2] عن أبيه قال: [158 و] دخل شاب من بني هاشم على المنصور، فسأله عن وفاة أبيه، وقال: مرض أبي رضي الله عنه، يوم كذا وكذا، ومات أبي رضي الله عنه يوم كذا، وخلف رضي الله عنه من المال كذا، ومن الولد كذا، فانتهره الربيع [3] ، وقال: بين يدي أمير المؤمنين توالي الدعاء لأبيك؟ فقال الشاب: لا ألومك، لأنك لم تعرف حلاوة الآباء، قال: فما علمنا أن المنصور ضحك في مجلسه [ضحكا] قط حتى افترّ عن نواجذه إلا يومئذ.
[آداب مجالسة الملوك]
وحدثني إبراهيم السندي عن أبيه، قال: دخل شاب من بني هاشم [4] على المنصور، فاستجلسه ذات يوم، ودعا بغدائه، فقال للفتى: ادنه، قال الفتى: قد تغديت يا أمير المؤمنين، فكفّ عنه الربيع، حتى ظننت أنه لم يفطن لخطابه، فلما نهض للخروج أمهله، حتى إذا صار وراء الستر، دفع في قفاه، فلما رأى الحجّاب ذلك منه، دفعوا في قفاه حتى أخرجوه من الدار، فدخل [1] قوله: (حدثني) ، ليس من عند المؤلف الأفطسي، بل هو ينقل عن رواية الجاحظ في البيان والتبيين. [2] إبراهيم السندي بن شاهك: يروي الجاحظ عنه كثيرا، وكان يلي الجسرين ببغداد للرشيد، وصفه الجاحظ بأنه (مولى أمير المؤمنين) . (الوزراء والكتاب- الجهشياري ص 236- 237، رسائل الجاحظ ص 47 ط- ساسي) [3] الربيع بن يونس بن محمد بن أبي فروة بن كيسان: أبو الفضل، حاجب المنصور، كان أعجميا سبي صغيرا ونشأ مع المسلمين، وكان ابن عياش المنتوف يطعن في نسب الربيع طعنا قبيحا، ويقول للربيع: فيك شبه من المسيح، يخدعه بذلك، فكان يكرمه لذلك، حتى أخبر المنصور فقال له: إنه يقول: لا أب لك، فتنكر له بعد ذلك، ثم صار الربيع وزيرا للمنصور، وهو الذي بايع المهدي وخلع عيسى بن موسى، توفي سنة 170 هـ. (تاريخ بغداد 1/451) [4] في المحاسن والمساوىء للبيهقي 1/123: أنه محمد بن عيسى بن علي.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 426